أبٌ رؤوف حنون، به من لطف المعشر ما يفوق جمال نسمات أيلول المنعشه، ناجحٌ في حياته، واكبر نجاحاته، مراتب عالية استحقها في قلوب الناس ..
ارتقاؤه الشعوري عوّدَه أن يقطف وردتين أو ثلاثة قبل دخوله على أهل بيته، يضع احداها في غرفة المعيشة، والثانية يضعها في مزهرية على مكتب "حبيبة قلبه" الوحيدة..
في يوم من أيام الصيف الحارة، عادت "حبيبة قلبه" إلى البيت ودخلت غرفتها، فوجدت وردتين جميلتين على مكتبها فامتلأت نفسها راحة وسكوناً .. سمِعت والدها يقترب من باب غرفتها .. استدارت قائلة: ابي .. ماأجمل هاتين الوردتين ..
أجابها بنبرة حانية فاقت عطر الورد طيباً: إني ارى ثلاثة وردات .. فردت: وأنا أرى أمامي الحديقة الرائعة، التي حوت كل الورد..
أحبك ياابي .. علمتني لغة حروفها أوراق الورد ومدادها قطرات الندى .. هذه اللغة، وبتعبير أعم، هذه الثقافة، ثقافة الورود، هي ثقافة غائبة عن أذهاننا، بعيدة عن حياتنا رغم بساطتها وسهولة فهمها .. هي لغة لا تحتاج لأستاذ ولا لترجمان، إنها تتكلم ببراعة، وتعبّر بطريقة تتميز بأناقة متناهية وذوق رفيع.